عشرة أسباب لإنهاء حالة الإغلاق بسبب كورونا الآن

عشرة أسباب لإنهاء حالة الإغلاق بسبب كورونا الآن

المحتويات [إظهار]




مقال لدكتور جون لي أستاذ بريطاني متقاعد في علم الأمراض تم نشره في مجلة ذا سبيكتاتور يوم 8 مايو 2020

في كتابات سابقة لي أثنيت على تصريح الحكومة عن هدفهم في القرارات المتخذة بشأن فيرس كوفيد-19 في إتباع ما يقوله العلم. إن إتباع العلم يعنى فهم العلم، وهو ما يعنى الانخراط في التفسيرات المتباينة للبيانات المحدودة المتوفرة من أجل اكتشاف ما هو مهم فعلاً ولا نعرفه عن سلوكيات هذا الفيروس. والحكومة في المملكة المتحدة (والعديد من البلدان الأخرى) أبدت عدم اهتمام بوجهات النظر البديلة. إن الرواية المختارة - أن الإغلاق ينقذ أرواحاً لا حصر لها- كانت متبعة بعناد من قِبل كل الناطقين الرسميين. لقد رأينا استجابة جماعية للتهديد الخارجي المزعوم فيما يصفه جوناثان هايدت في كتابه الممتاز عن التفكير الأخلاقي البشري: العقل القويم

لقد أصبحت المسألة شبه إيمان بأن الإغلاق أمر حيوي. ولا يعتقد فقط أنه مسؤول سببياً عن "تسطح المنحنى"، بل يُخشى أن يؤدي تخفيف سياسة الإغلاق في وقت مبكر جداً إلى حدوث طفرة ثانية للفيروس و "كارثة اقتصادية" (ربما بسبب أعداد أخرى هائلة من الوفيات). ولكن على أي دليل يستند هذا الاعتقاد؟

حتى لو كان بوسع المرء أن يفهم لماذا تم فرِض الإغلاق، فقد بات من الواضح الآن أنه لم يتم التفكير فيه بتأن قبل تنفيذه.  ليس من حيث الآثار الأوسع نطاقا على المجتمع (التي لم تؤخذ في الاعتبار بعد) ولا حتى من حيث الطرق التي قد يسلكها الفيروس نفسه. لكن في البداية لم يكن هناك أي دليل على أي شيء. كان الجميع يخمنون، والآن أصبح لدينا عالم من الأدلة، من مختلف أنحاء العالم، والمبررات الداعمة للبدء في تخفيف حالة الإغلاق وهي أيضاً مقنعة. وهنا عشرة أسباب تدفعني إلى الاعتقاد بأنه من الخطأ الاستمرار في حالة الإغلاق، والسبب وراء ضرورة البدء في إلغائه على الفور وبسرعة.

1. لا يمكنك فهم مدلول هذا الفيروس بمجرد النظر إلى أرقام وفياته فقط

تم سن قانون الإغلاق على أساس توقع حدوث 500 ألف حالة وفاة في المملكة المتحدة، ثم تم خفضها بسرعة إلى 250 ألف حالة ثم إلى عشرين ألف حالة وفاة. بينما أكتب هذا التقرير، ركزت وسائط الإعلام المذاعة بلا هوادة على عدد الوفيات والقصص العاطفية المحيطة بالضحايا. ورغم أن كل وفاة محزنة، فإن أهمية الخسائر في الأرواح لا يمكن فهمها إلا من خلال النظر إلى الصورة الكاملة. وهذا الوباء فريد من نوعه من حيث طريقة رصده وقياسه. وهذا يعني أننا نختبر ونحسب نسبة من حالات العدوى المباشرة وغير المباشرة أكبر بكثير من أي وقت مضى من حالات العدوى التنفسية الأخرى مثل الأنفلونزا. ويصدق هذا على الرغم من أن العديد من الحالات الطارئة في دور الرعاية لم يتم تضمينها في البداية في الأرقام. ونحن لا نعرف حقاً كم من الناس يموتون من الأنفلونزا كل عام، لأن مثل ذلك الرصد يعتمد في الأساس على الإجراءات البديلة وليس الاختبارات الفعلية، ولكن العدد التقديري للفترة 2014/2015، وهو أعلى رقم في السنوات الأخيرة، كان 28330 شخصاً. لذا نعم، (كوفيد) هو مرض جديد بغيض ولكن حتى لو افترضنا أربعين ألف حالة وفاة، فإن عدد الوفيات الناجمة عن هذه الأمراض لا يختلف كثيراً عن عدد الوفيات الناجمة عن الأمراض الأخرى التي نتعايش معها، وهو أمر غير عادي إلى الحد الذي يبرر ردة الفعل بدعم سياسة الإغلاق.

ولأنه جديد، فمن المرجح أن تكون أسوأ مما هي عليه (انظر السبب التاسع أدناه). لم تظهر الأعراض على معظم الحالات. ليست الأعراض الأكثر شيوعاً الحمى والسعال والصداع والأعراض التنفسية؛ بل إنها عدم ظهور أعراض على الإطلاق. ولا تعاني الحالة النموذجية من الفشل التنفسي؛ المرض لا يترك علامة ونحو 99.9% ممن يصابون بالمرض يتعافون. ومن بين هؤلاء الذين بلغ سوء حظهم حد الموت، يعاني أكثر من 90% منهم من حالات سابقة ويقتربون على أية حال من نهاية حياتهم. والقول بأن هذا لا يعني عدم الاكتراث: ولكنها ببساطة حقيقة من حقائق الحياة أن المسنين من المرجح أن يموتوا في أي حال من الأحوال، وبشكل خاص أكثر عرضة للموت بسبب أنواع جديدة من العدوى.

2.  كانت الاستجابة السياسية للفيروس مدفوعة بنمذجة كوفيد، وليس بعوامل أخرى

لم يقتصر الأمر على أن هذه النمذجة كانت خاطئة بشكل مفرط في التنبؤ بمسار الأوبئة الفيروسية فحسب، بل إنها لم تأخذ في الاعتبار أي شيء آخر. وفي هذه الحالة كانت البيانات الهزيلة والافتراضات المعيبة مشوشة منذ البداية. وكانت البيانات عن ضراوة الفيروس متحيزة بشكل كبير لصالح الحالات الشديدة. وكان هناك افتراض بأن 80% من السكان سيصابون بالمرض بسرعة، في حين يبدو أن 15% منهم أقرب إلى الإصابة. حتى قابلية انتقال الفيروس التي تمت مناقشتها كثيرًا، رقم R ، ليس شيئًا معروفًا بدقة لأنه لم يكن هناك سوى القليل من الاختبارات؛ وهو يظل افتراضاً للنماذج أو نتيجة لها. ويمكن أن يكون وضع النماذج مفيداً للغاية من حيث الإشارة إلى نقاط الضعف في بياناتنا، وهو ما يجعل من غير المعقول أنه بعد ستة أسابيع من الإغلاق ما زلنا نجري القليل جداً من الاختبارات المجتمعية. ولكن في الحالات المعقدة، نادراً ما تكون النماذج شاملة أو دقيقة بالقدر الكافي لتكون أساساً كافياً للسياسة العامة. والواقع أن نفس النماذج التي تضعنا في حالة الإغلاق ــ على أساس توقعات لم يعد من المعتقد أنها دقيقة ــ تبقينا هنا على الرغم من عيوبها المعروفة.

3.  نحن لا نَعْرفُ إذا كان حل الإعلاق يحقق نجاح أم لا

قد يساورك الظن بأننا نحقق ذلك، ولكن الحقيقة هي أن الأدلة المباشرة على فعالية الإغلاق في هذه الحالة هي أدلة ضئيلة، وأن النهج المتبع يستند أساساً إلى النمذجة. ويبدو أن العديد من البلدان التي تتّبع نهجاً شديد الاختلاف في تطبيق الإغلاق لديها منحنيات متشابهة، بقدر ما يسمح اختبارها وتسجيلها المختلف للفيروس بإجراء مقارنة مجدية. هل تلك المنحنيات نتيجة لأفعالنا أم أنها مجرد مظهر للطريقة التي يتوازن بها هذا الفيروس مع مضيفيه البشر الجدد؟ تبدو المنحنيات على السفن المتأثرة بالفيروس مماثلة للمنحنيات السكانية أيضاً. من السهل أن نسوق حججاً تبدو معقولة مفادها أن ما نقوم به "لابد" أن يؤدي إلى تباطؤ الانتشار. ولكن نموذج التباعد الاجتماعي الطوعي الذي تتبناه السويد يبدو فعّالاً بنفس القدر، ولكن بتكاليف أقل كثيرا.

4.  يجب علينا تخفيف الإغلاق لإنقاذ حيوات آخرين

إن التكاليف الصحية والاقتصادية والمباشرة للإغلاق هائلة. وقد أحدث الإغلاق اختلالاً هائلاً في الرعاية الصحية بسبب حالات أخري غير حالات كوفيد، وهو ما تترتب عليه آثار فورية كبيرة وستكون لها أيضًا تأثيرات مستقبلية كبيرة. ولكن بعيداً عن هذا فإن الركود الاقتصادي يشكل سبباً مباشراً لاعتلال الصحة. تتمثل إحدى الطرق التي يمكن بها محاولة قياس التدخلات الصحية استخدام برنامج 'عدد السنوات المصححة بجودة الحياة (QALY)  ‘ (كالي) واحدة تعادل سنة واحدة في صحة مثالية في المملكة المتحدة، متوسط عمر شخص الذي قد يموت من كوفيد هو 80 عاما. ولم يتبق لدى معظم الذين يموتون سوى عدد قليل نسبياً من سنوات (QALYs). ولكن التأثيرات الصحية المباشرة المترتبة على إغلاق مراكز الرعاية والركود الاقتصادي تخلف تأثيراً غير متناسب على الشباب، مع بقاء عدد أكبر من حالات الإصابة بهذا المرض، وعلى هذا فإن مقارنة الوفيات بين كوفيد والأسباب الأخرى مثل الانتحار لا تناسب حجم الآثار الصحية التي تعزى إلى إغلاق مراكز الرعاية. لا ينبغي أن ننسى أن هناك حياة أكثر من الموت. إن مرور عام واحد مع الاكتئاب (على سبيل المثال) لا يشكل (كالي) واحد. عندما تحسبون جميع الآثار الصحية النفسية والجسدية المنسوبة للإغلاق قبل الوفاة، فضلاً عن الوفيات، يتضح أن للإغلاق أثراً هائلاً على (QALYs) في جميع السكان يفوق بكثير تلك التي سببها (كوفيد)

5.  إن الإغلاق حل غير مستدام

إلا إذا كنا ننوي أن نعيش بهذه الطريقة إلى الأبد، يجب تخفيف الإغلاق. ثم ماذا؟ صندوق باندورا مفتوح لا أحد يعتقد أن هذا الفيروس سيتم القضاء عليه. سيكون موجوداً بين السكان وسينتشر بطريقته الخاصة. لفهم التأثيرات الكلية للفيروس لا يمكننا فقط أن ننظر إليه الآن أو في الأسابيع القليلة القادمة. سوف يقاس تأثير هذا المرض، مثل الأنفلونزا، على مر السنين. بعض السنوات ستكون أسوأ من غيرها وليس هناك أي ضمان أو حتى احتمال أن يكون هذا الإغلاق قد يحدث أي تأثير على العدد الإجمالي للوفيات في غضون خمس سنوات على سبيل المثال. والأرواح التي 'ننقذها' الآن يمكن إزهاقها في وقت لاحق. تم شحذ أجهزتنا المناعية بمئات الملايين من السنين من التطور لمواجهة التهديدات الفيروسية. وهي الطريقة الوحيدة التي ننجو بها في عالم مليء بمسببات الأمراض الفيروسية، التي كان لدينا جميعا الكثير منها دون أن نعرف على الإطلاق. أما البلدان التي يسرها الآن أن يكون معدل الإصابة فيها منخفضاً فسوف تضطر إلى مواجهته في وقت لاحق ما لم تكن راغبة في دخول في حالة العزلة الشبيهة بحالة كوريا الشمالية. حتى ذلك الحين قد يدخل الفيروس مع الرياح أو القطط المحلية أو أي طريقة أخرى لم نفكر بها بعد ولم يقم أي بلد قط بتحسين صحة سكانه بجعل نفسه أكثر فقراً. الإغلاق يعيق قدرتنا على العيش مع آثار هذا الفيروس، بينما لا يغيّر من اللعبة على المدي الطويل شيئاً.

6.  الإغلاق يؤذي بشكل مباشر أولئك الأكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا

يصيب فيروس كورونا أساساً المسنين والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية سابقة. ولكن الغالبية العظمى من هذه المجموعة المصابة بالمرض تتعافى. وفي غضون ذلك، يمنع الإغلاق العديد من الأشياء التي تجعل الحياة جديرة بأن تعاش: رؤية الأطفال والأحفاد والأصدقاء؛ الأكل بالخارج، الهوايات، الأعمال الخيرية، السفر. القيام بكل الأشياء التي يعمل الناس بجد حتى يتمكنوا من الاستمتاع بها. العزلة خطيرة على الجميع ولكن بشكل خاص على كبار السن.

ولكن ماذا عن الأشخاص الذين توفوا أثناء هذه الفترة من كوفيد أو - العديد من الأمراض الأخرى؟ هل من الصواب أنه كان ينبغي أن يموتوا وحيدين، وألا يكون بمقدورهم هم وأحباؤهم من قول وداعاً؟ وما هي التأثيرات التي سيخلّفها ذلك على الناجين؟ كم عدد المسنين الذين ماتوا لأنهم لم يحصلوا على الرعاية؟ باسم من يتم تمديد فترة الإغلاق؟ وهل يحتاج المسنون الأصحاء، فضلاً عن الفئات "الضعيفة"، إلى أن توسع الدولة نطاق هذه التجربة الضارة لمصلحتهم الخاصة أم أنهم يرغبون في إجراء تقييمات خاصة للمخاطر في مواجهة حالة من عدم اليقين، كما فعلوا دوماً من قبل؟

هناك 396 832 10 شخصاً تتجاوز أعمارهم 65 عاماً في إنكلترا وويلز. وحتى إذا افترضنا خمسين ألف حالة وفاة بسبب هذا الارتفاع الحاد، وكل هذه الوفيات تحدث في هذه الفئة العمرية، فإن احتمالات الوفاة أقل من واحد من كل 200 حالة وفاة. هل تفضل أن ترى عائلتك وتعيش حياتك (مع اتخاذ احتياطات معقولة عند الضرورة) وتجازف بنفسك، أو أن تحبسك الحكومة لمصلحتك؟

7.  الإغلاق يؤذي بشكل مباشر أولئك الذين لن يتأثروا إلى حد كبير بفيروس كورونا

إن الغالبية العظمى من الناس تحت سن 65 عاماً، وكل من هم دون سن الخمسين تقريباً، الين لن يتأثروا بهذا المرض وسيمر عليهم كدور زكام عادى. يُطلب منهم تقديم تضحيات ضخمة من أجل شيء لن يؤثر عليهم. التعليم والوظائف والأعمال التجارية: هذه ليست مفاهيم مجردة، بل هي حياة ناس. وتشمل هذه المجموعة الأشخاص الذين يشكلون الجزء الأكثر إنتاجية في مجتمعنا والذين تدعم جهودهم الجميع، بمن فيهم المرضى. لماذا يعتبر إبعادهم عن النشاط أمراً معقولاً؟ أما الحجة القائلة بأنهم قد ينقلون الفيروس إلى الآخرين دون علمهم وبالتالي فإن من الأفضل إبقاؤهم في البيت -وهي رسالة "امكثوا في البيت، أنقذوا الأرواح" التي توجهها إلينا الحكومة -فهي حجة زائفة (انظر أيضا السبب التاسع أدناه). ولا يوجد دليل على أن العزلة الذاتية لأولئك المعرضين لخطر خاص خيار أسوأ. فالتعليم الضائع، وفرص العمل المفقودة، وسبل العيش المهدمة لا يمكن إصلاحها بسهولة.

8.  الخدمة الصحية لم تكن مثقلة كذلك من قبل ولا يحتمل أن تكون

لم يكن للنماذج الوبائية ما تقوله عن مدى سرعة تكيف خدماتنا الصحية مع أي مرض جديد. وكما اتضح، لم تكن مثقلة كذلك من قبل ولا يحتمل أن تكون. هذا الخوف لم يعد مبرراً لاستمرار الإغلاق. في الواقع، للأسف لقد أضر الإغلاق بقدرتنا على التكيف بسرعة أكبر، كشفت تلك الفترة أيضاً عن أشياء أقل استساغة عن الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة. NHS إن الرغبة التي اتبعت من قبل المديرين في تجنب كوفيد كان يعني تعليق العديد من العلاجات والتحقيقات الحيوية للحالات التي نستطيع التعامل معها. ما هي المعادلة الأخلاقية التي تُظهِر لماذا يولي مريض مصاب بمرض معين الأولوية على كل الأمراض الأخرى؟ هل من الصحيح أن موظفي الرعاية الصحية يمكن ببساطة أن يُطلب منهم من يعالج من قبل المديرين؟ من يتحمل مسؤولية رعاية المريض؟ وأنا أعرف العديد من الذين يشعرون باستياء عميق لأنهم يعملون في NHS حيث الثقافة الخاصة بالقيادة والسيطرة راسخة بحيث يمكن إخبار الأطباء بالتوقف، على سبيل المثال، التوقف عن العلاج الكيميائي للسرطان في منتصف الطريق خلال دورة ما وأن يشعروا بأنه ليس أمامهم من خيار سوى الامتثال.

9. من شبه المؤكد أن الفيروس ليس تهديداً مستمراً

كما أوضحت في مقالتي الأخيرة في المجلة، تشير وجهة نظر تطورية إلى أن الفيروس من المرجح أن يتحور بسرعة، مع انتشار أشكال أقل فتكاً. وقد يؤدي الإغلاق إلى إبطاء هذا الاتجاه المفيد. ووفقاً لوجهة النظر هذه، فإن الأشخاص الذين لا تظهر لديهم أعراض الذين ينشرون الفيروس يُعَد أمراً طيباً لأنه يعني أن المرض يصبح أضعف وبسرعة أكبر. وقد يساهم هذا بالفعل في تقليص منحنيات الوفيات التي نشهدها. في هذه الحالة، كلما أسرعنا بوقف الإغلاق كلما كان أفضل وهذا يعني أيضاً أن ذروة الأمراض التي شهدناها هذه المرة من المرجح أن تكون أسوأ مما هي عليه الآن. وفي المستقبل، سيتوازن الفيروس مع السكان حيث تتحد مناعة أوسع مع أشكال معتدلة وأضعف في الغالب لتتسبب في انخفاض معدل الوفيات الإجمالي الذي يتقلب مع ذلك من سنة إلى أخرى، مثل الأنفلونزا.

10. يمكن الوثوق بالناس للتصرف بعقلانية

أظهرت ستة أسابيع من الإغلاق أن الشعب البريطاني ناضج ويمكن الوثوق به لاتخاذ قرارات حكيمة بشأن صحته. وكل ما يطلبونه هو تقديم صورة حقيقية تتضمن تقييماً واقعياً لما لا نعرفه. أخشى أن اتباع العلم المنتشر حالياً يعني العيش في حالة من عدم اليقين. إن سياستنا عموماً لا تحب الارتباط بعدم اليقين، ولكن في هذه الحالة كنت أظن أن أغلب الناس سوف يبتهجون لرؤية الحكومة تعترف بالمشهد المتغير حول كوفيد-19 والآثار المترتبة على الإغلاق. من الواضح أن كوفيد بعيد عن التهديد الوجودي الذي كنا نخشاه في البداية وأن الإغلاق بحد ذاته يشكل ضرراً كبيراً على العديد من المحاور أكثر من كوفيد. إن استمرار الحكومة في تفصيل العواقب المترتبة على سردها الأول غير المكتمل يضعها في موقف يسمح لها بتكديس المزيد من الأضرار فوق الأضرار القائمة بالفعل. لا تستطيع الدولة السيطرة على ما لا تفهمه. وفي مثل هذا السيناريو، فإن الحل المعقول الوحيد يتلخص في إعلام الناس بالمخاطر والسماح لهم، بعقلانية وهدوء وبشكل فردي، باتخاذ قراراتهم بأنفسهم.

إتباع العلم والنمذجة في حالة (كوفيد) ليس سهلاً أو حتى ممكناً. ثمة أمر واحد بات واضحاً: فكوفيد ليس في الحقيقة فيروساً مميتاً إلى حد غير عادي، بل مجرد مرض خبيث شبيه بالعديد من الأمراض الأخرى. لذلك من غير المنطقي على الإطلاق اتباع العلم في كوفيد إلى استبعاد كل شيء آخر. ويتعين على الحكومة أن تسارع إلى رفع حالة الإغلاق إلى حالة مماثلة لحالة السويد.

الخطوة الأولى غالبا ما تكون الأصعب وسيكون من الأسهل بكثير أن نرسم مسارا للعودة إلى الحياة الطبيعية من هناك. وعلى الرغم من المخاوف من استمرارنا في إيواء هذا الفيروس، فإن حالتنا الطبيعية الجديدة ينبغي أن تشبه حالتنا الطبيعية القديمة إلى حد كبير، ربما مع إضافة بعض المسئولية الاجتماعية في مواجهة الأمراض التنفسية. إنها الطريقة الوحيدة لنعيش في هذا العالم

قد تُعجبك هذه المشاركات